نتائج البحث: ثورات الربيع العربي
يقوم داغ تانبرغ في كتابه "سياسة القمع في ظل الحكم السلطوي: رسوخ العرش الحديدي" (الشبكة العربية للأبحاث والنشر، ترجمة عبيدة عامر، بيروت، 2024) بتقديم دراسة علمية أكاديمية حول القمع السياسي، مدعومة بالتحليل الكمي والإحصاءات والبيانات والأرقام والجداول.
في الوقت الذي يقدم فيه الشعب الفلسطيني ما يفوق الخيال من صور الصمود على أرضه، يغيب الفن عن أداء مهمته بنقل هذا الواقع، وتعزيز موقع أبطاله الحقيقيين، الذين يكتبون قصص ما بعد الحاضر، قصص المستقبل بمرّه وحلوه وضياع معالمه.
معظم الأناشيد الوطنيّة العربية اعتُمِدت في مرحلة المدّ القوميّ العربيّ التي بدأت مع ثورة الحسين بن علي (الثورة العربية الكبرى) في عام 1916، وَتبلْورت مع الحركات القومية المتأثّر كثيرٌ منها بِشعارات التنْوير الأوروبية.
للعاتبين على حماس، التي نكشت عش الدبور "الإسرائيلي"، كما نكش السوريون قبل 13 سنة عش الدبور "الأسدي"، ننبه أصحاب الغفلة أن العشين عش واحد، فلا أهل سورية كانوا "عايشين" قبل 2011، ولا أهل فلسطين كانوا "عايشين" قبل 7 أكتوبر 2023.
تفتح مذكرات السياسيين أبواب الذاكرة الشعبية على مصراعيها، وتهيج في دواخل القارئ رغبة الغوص في الحدث، الذي ربما كان شخص المطلع عليها، أحد ضحاياها، كجزء من خسائر صراع الراوي والمروي عنه من أحداث وظواهر وسياسات.
وصفت مرة انكشافنا، نحن السوريين، وانكشاف بلدنا، بأنه يشبه جسمًا سقط من علو شاهق، وتحطم، وتناثرت أجزاؤه، فبان سوء مواده وعيوب صنعه! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما إذا كان هذا الانكشاف الكبير ينفع السوريين في شيء؟
لم ينتظر المفكر برهان غليون إصرار إسرائيل على حرق غزة ليؤكد أنها تتصرف بالوكالة عن غرب غرسها في أرض فلسطينية، لكي تضمن مصالحه على حساب دول عربية لم يسمح لها بامتلاك قدرات زوّد بها إسرائيل لتضمن تفوّقها الأوروبي.
في أحد أذكى مَشاهد فيلم "لا بد أنها الجنة" (2019) للمُخرج إيليا سليمان، نرى المُمثّل المكسيكي غايل غارثيا برنال يُقدِّم إيليا لإحدى المُنتجات الفرنسيات قائلًا: "هذا إيليا سليمان، مُخرج فلسطيني، ولكن أفلامه طريفة للغاية".
يومًا ما، بعد سنوات أو عقود، سيفتح قارئ أو باحث ما كتاب الحدث الفلسطيني الراهن، وسيسأل عما فعله المثقفون العرب إزاء ما عايشوه من مذبحة مهولة في غزة، وقد شهدوا تفاصيلها بالصوت والصورة!
لا شيء إلا ما يثير القلق في عالمنا العربي، ما قبل ثورات الربيع العربي، وما بعدها. أما أكثر ما يثير الحنق في كل نازلة فالقول: ما قبل الحادثة الفلانية ليس كما بعدها.